الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية سمير بالطيب: حركة النهضة لها مسؤولية كبيرة في تغلغل الإرهاب وانتشاره في البلاد

نشر في  11 جوان 2014  (11:43)

كان بإمكان الجيش الإستيـــــــــلاء على الحكم بسهولة لو أراد ذلك!

استعملوا لجان حماية الثورة  لبثّ الرعب في نفوس التونسيين حتّى يلزموا بيوتهم!
 
الإرهابيون والتكفيريون دخلوا قصر قرطاج واستقبلهم الغنوشي في «مونبليزير»، وكل الأبواب كانت مفتوحة أمامهم!
   
 الذين مارسوا العنف والإرهاب، حرقوا في باب سويقة ووضعوا قنابل بنزل في سوسة والمنستير، حصلوا على تعويضات مالية واحتسبوا لهم سنوات السجن أقدمية في العمل!!

المرزوقي «موظف» في قناة الجزيرة كلّما تكلّم قسّم الشعب، وعزاء التونسيين الوحيد في هذا المُصاب أنهم لم ينتخبوه


نستضيف اليوم السيد سمير بالطيب النائب في المجلس الوطني التأسيسي و الناطق الرسمي لحزب المسار، وهو مناضل سياسي وحقوقي عُرف بمواقفه الشجاعة وصراحته الكبيرة في عديد القضايا ممّا جعله يتعرّض في أفريل 2013 إلى تهديدات بالقتل، ورغم ذلك لم يتراجع عن مبادئه ومواقفه من الظلامية والعنف والإرهاب، وهو ما ستكتشفونه في حوار تحدّث فيه إلينا بنفس الجرأة والحماسة وأيضاً بكثير من الحسرة والمرارة على الوضع الذي وصلت إليه البلاد اليوم أمنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فكان الحوار التالي..


ماهي قرائتك للوضع العام بالبلاد؟
 لن أضيف شيئا إذا قلت أن الوضع صعب على جميع المستويات المرتبطة ببعضها البعض، إذا كان الوضع الأمني متردّيا فبالضرورة أن يكون الوضع الإجتماعي والإقتصادي متردّيا، وهذا ينعكس دون شك على الوضع السياسي، وهذا الأخير ينعكس بدوره على الوضع العام اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا.. وبالتالي يمكن القول أن الجو العام عموما ليس على أحسن مايرام، وقد كنا نعتقد أن الأوضاع ستكون أفضل بعد إنجاز الدستور في إطار وفاق وطني كبير، وقد تحقق ذلك بفضل توحّد المعارضة واعتصام الرّحيل وانسحاب النوّاب وتحرّك المجتمع المدني وتكوين جبهة الإنقاذ الوطني، وكل ذلك ساهم في إحداث توازن على مستوى ميزان القوى السياسيّة، ولاحظنا أن الشعب التونسي بدأ يبتعد عن حركة النهضة ووصلنا بالتالي إلى تحقيق نتائج كان من أبرزها دستور يكرّس الاعتدال والوسطية ومدنية الدولة..
 وكأنك تتحسّر على الماضي القريب؟
 أكيد أنك تلاحظ اليوم عودة المعارضة إلى التشتّت والإنقسامات بعدما كانت موحّدة متوحّدة، تونس أصبحت على أبواب إنهيار إقتصادي، وما زاد الطين بلّة وماهو أخطر من كلّ ذلك هو المشكل الأمني الذي انتقل من مرحلة العنف والتشنّج إلى إرهاب حقيقي ووجدنا أنفسنا في حرب معه، وهو ما يجب على كل التونسيين معرفته، يجب إدراك هذه الحقيقة، وهي أن الإرهابيون موجودون في تونس وأخذوا موطن قدم لهم في بلادنا وهذا هو هدفهم، باعتبارهم يريدون التموقع هنا والتّحرك انطلاقا من ترابنا وتحويل بلادنا إلى عاصمة للإرهاب لضرب كل من يريدون ضربه سواء تعلّق الأمر بليبيا أو الجزائر أو مالي.. 

بصراحة، من يتحمّل مسؤولية تغلغل الإرهاب في بلادنا وتحويل تونس عاصمة ومستقرّ له؟
إذا ما أجبت إجابة تقليدية سأقول لك أن الجميع يتحمّل المسؤولية، لكن إذا ما تعمّقنا في الأمر سنجد أن حكومتي الترويكا الأولى والثانية وبالخصوص حركة النهضة هم الذين يتحملون المسؤولية الكبرى في تغلغل الإرهاب وارتفاع وتيرته، وعليه نعتبر أن النهضة لها مسؤولية كبيرة في تغلغل الإرهاب وقد سبق لنا أن قلنا لهم هذا الكلام وأكّدنا لهم أن العنف يبدأ لفظيا وبالسب والشتم و«بالمشطة والكفّ» وبالثم يصبح بعد ذلك عنفا جسديّا يؤدّي إلى القتل والسّحل مثلما وقع للطفي نقّض، ثمّ يتحوّل إلى إرهاب ثمّ يقوم بعد ذلك بعمليّات أكثر نوعية آخرها عملية القصرين الأخيرة التي تعتبر عملية نوعية ناهيك وأنها شهدت سطو الإرهابيين على منطقة معيّنة وتحكّمهم فيها لمدّة زمنية فعلوا فيها ما شاؤوا قبل أن ينسحبوا وسط تهليل وتكبير في ظل غياب واضح للدولة.. لأجل ذلك كنا أكدنا وشدّدنا على أنه لا يمكن إجراء انتخابات إذا لم يتوفر مناخ سلم إجتماعي وسلم أهلية والتي اعتبرها أصعب بكثير من الإجتماعية..
 كيف ذلك؟
 التوصّل إلى توفير مناخ من السّلم الإجتماعي يبقى متاحا خصوصا وأنه لدينا علاوة على المؤسسات العموميّة الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة والأطراف الإجتماعية وطبعا الدولة، مما يعني أن كل الأطراف يمكن أن تتفهّم الوضع الإجتماعي للبلاد، لكن السّلم الأهلية تعتبر الأصعب لأن التونسيين قد يتقاتلون فيما بينهم -لا قدّر الله- ثمّ يتولّى العُنصر الأجنبي «صبّ النار على البنزين»، وقد لاحظنا كيف استقبلوا عديد الأشخاص من دول مختلفة ليعطونا الدروس، وكادوا يحدثون الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.. لقد كان المتشدّدون -الذين سمحوا لهم بالتحرّك بكل حريّة- في حاجة إلى الدعم الفكري، لذلك لجؤوا إلى شيوخ الفتنة من الجهلة الذين لا يمكنوا أن يرتقوا إلى مستوى شيوخنا، كما لا يمكن أن يرتقوا إلى سماحة إسلامنا واعتدالنا ووسطيتنا، بل هناك العديد منهم من كانوا مورطين في الإرهاب.. إذن هذه الجماعات المتشددة التي كانت تستقدم هؤلاء بحاجة إلى المال، وهذا متوفّر لديها وفي حاجة بالخصوص إلى الدّعم السياسي وقد وفّرته لهم حركة النهضة والسلطة السياسية والترويكا.. وهنا لابد أن نذكّر بان الأشخاص الإرهابيين والذين استعملوا العنف استقبلوهم في قرطاج، ودغيج الذي كان مؤخراً في السجن استقبله المرزوقي في قصر الجمهورية، وهؤلاء أيضاً كان يستقبلهم راشد الغنوشي في «مونبليزير» سواء كانوا من الرابطات أو من السلفيين المتشدّدين أمثال أبو عياض وغيرهم.. هؤلاء كانت كل الأبواب مفتوحة أمامهم، وفي ذلك الوقت كانت الحكومات ترفض الحوار مع المعارضة، ولمّا كنا في المجلس نطالب مع باقي الأحزاب السياسية بالحوار رفضوا ذلك، بل وكانوا يحاورن ويتحاورون مع أمثال هؤلاء الأشخاص «الذين هم أبناءنا الذين يحملون ثقافة جديدة ولديهم مشروع ثقافي» وهو ما يعني انهم كانوا «يتمتّعون» بدعم سياسي وغطاء سياسي مكنهم من المرور إلى التطبيق، وقد كنا حذرنا من ذلك ونبّهنا إلى ان هؤلاء «سينقلبون عليكم» وهذا ما حصل..
 هل كانت الترويكا في حاجة للإستعانة بما يسمّى «رابطات حماية الثورة» لحماية نفسها وحماية الثورة، وتثبيت أقدامها في الحكم؟
في هذه المسألة بالذات أعتقد أن الأمر يخص حركة النهضة بالأساس وبدرجة أقل حزب المؤتمر لأن التكتّل كان حاضرا وشارك في عمليّة «التّزيين» لا غير، وبالتالي المشكلة لم تكن في التكتّل.. النهضة كانت تعتمد على عنصرين الأول هو تشتيت المعارضة والثاني هو التخكم في لجان حماية الثورة الذين استعملتهم الحركة لبثّ الرعب في نفوس التونسيين حتّى ينتابهم الخوف ويلتزموا بيوتهم، استعملت هؤلاء الذين مارسوا العنف وتتذكرون كيف كانوا يفشلون ويعرقلون اجتماعات المعارضة ويعتدون على رموزها، بل حتى اتحاد الشغل لم يسلم من عنفهم عند إحياء ذكرى اغتيال الزعيم فرحات حشاد، في حين لم نسمع آنذاك بفشل أحد اجتماعات أحزاب الترويكا.. لكن من حسن الحظ أن التونسيين لم ينتبهم الخوف ومن سوء حظ تونس انتقال هؤلاء الأشخاص الذين وظّفتهم النهضة واستغلوها بدورهم إلى مراحل أخرى قصوى، استعملوا فيها السلاح وانخرطوا اثر ذلك في شبكات دولية للإرهاب، وقد كنت حذّرت منذ عهد حمادي الجبالي من تدويل الأزمة التونسية ولكن النهضة والمرزوقي كانا لهما رأيا آخر بل وساهما حتّى في تدويل الأزمة السورية بمواقفهما التي أجهضت الثورة في سوريا وقتلتها.
 مادُمت تحدّثت عن المرزوقي، ماهو تقييمك لأداء مؤسسة الرئاسة ومواقف رئيس الجمهورية المؤقت من بعض القضايا الهامّة؟
رمزية رئيس الجمهورية كانت تفترض أن يُوحّد التونسيين كلّما تكلّم، لكنّه فشل في ذلك فشلا ذريعا ليس لأنهم منقسمون وكان عليه توحيدهم بل لأنه كان سببا مباشرا في تقسيمهم بتصريحاته ومواقفه، وقد كنت وراء مبادرة سحب الثقة منه لأننا لم نعد نحتمل تصريحاته، حتّى من خلال تعامله مع وسائل الإعلام الوطنية التي يرفض الذهاب إليها ويطالب بأن تأتي إليه في حين نراه يذهب للتلفزات الأجنبية والجزيرة بشكل خاص التي يعتبر موظّفا قديما فيها، يذهب إلى هناك ليُقسّم التونسيين إلى علمانيين ومسلمين وكأن العلمانيين كفّارا.. يعني بعد  كلّ تصريح يتسبّب في مشكلة ويقسّم النَّاس، والعزاء الوحيد للتونسيين في هذا المُصاب أنهم لم ينتخبوه، لأن المجلس التأسيسي هو الذي صوّت له ولم ينتخبه الشعب مباشرة، وبالتالي ستكون هناك انتخابات قادمة وسيتذكّر التونسيون بأن هذا الشخص وصفهم بالجهل وبأنهم لا يعرفون أن تونس أعطت إسمها للقارة الإفريقية.. نحن نسمّي مثل هذه التصرّفات «الدرجة صفر من السياسة» عندما يرأسنا شخص مثل المرزوقي أو حكومة مثل حكومتي الترويكا السابقتين...
  على ذكر الحكومات ورؤساء الحكومات الذين تداولوا على السلطة أريد منك تعليقا على استقالة حمادي الجبالي، هل هي مناورة منه أم من النهضة او ورقة ضغط استعملها تجاه الحركة ليضعها أمام الأمر الواقع حتّى يكون مرشحها للرئاسة؟
أكيد أنه يناور، ولكن لا أعتقد أنه يناور النهضة وانا كنت حاضرا في الحوار الذي احتضنته دار الضيافة بقرطاج حين كان الجبالي رئيساً للحكومة وكيف كان النقاش حادا بينه وبين راشد الغنوشي والتوتّر كان كبيرا، لأنه عندما اتخذ قراره آنذاك كانت لديه التقارير الأمنية باعتباره رئيساً للحكومة ويدرك جيّدا الوضع العام في للبلاد مثلما يدرك أن يوم 6 فيفري كان بمثابة الزلزال الذي حلّ على الدولة، ومن حسن حظهم وحظ تونس أن المعارضة التونسية ليست إنقلابية لأنها لو كانت كذلك وأرادت أن تقلب يومها نظام الحكم لتمكّنت من ذلك..
 هل كان بإمكان المعارضة فعلا قلب نظام الحكم إبان استشهاد شكري بلعيد؟ نعم كان بإمكانها ذلك، وهناك شهادات عديدة بما فيها شهادة رشيد عمّار الذي تحدّث عن يومي 6 و8 فيفري وأكد أن الدولة كانت غائبة في تلك الفترة، وأنه اتّصل بعديد الوزراء فكانت هواتفهم مغلقة، اتّصل برئيس الحكومة ولم يكن موجودا وبالرئيس المؤقت نفس الشيء، أي كان هناك فراغا في الدولة..
 صراحة، هل تمنّيت ان يكون هناك شخص مثل السيسي في مصر؟
 لا مستحيل.. نحن التونسيون ننتمي للمدرسة البورقيبية بمن في ذلك من كان يعارض بورقيبة من الحداثيين الذين يؤمنون بتونس ويحبّونها ولا أتحدّث على «الناس لُخرينْ».. وإذا تونس شقّت طريقها رغم إمكانياتها المحدودة فذلك لأن بورقيبة عرف كيف يُحيّدُ دور الجيش ولا يُقحمه في الشأن السياسي.. وقد كان بإمكان الجيش الإستيلاء على الحكم بسهولة في فترات عديدة..
 إذا كان الأمر كذلك بماذا تفسّر إذن التغييرات العديدة التي أقدم عليها الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي والتي طالت قيادات الجيش؟
 لأن المنصف المرزوقي يتوهّم المؤامرة في كل مكان
 لكن رئاسة الجمهورية كانت تحدّثت في شخص رئيسها عن إحباط عملية انقلاب كانت على وشك أن تحصل؟
هذا كلام ليس له أية قيمة ولا معنى.. وأنا أقول له: من أنت حتّى تمنع حدوث مؤامرة أو انقلاب؟!
 العديد من الأمنيين توجّهوا باللائمة للمجلس التأسيسي الذي عوض أن يسرّع النظر في قانون مكافحة الإرهاب كان ينكبّ على المصادقة على مشروع إعفاء الذين أحرقوا مراكز الأمن من التتبعات القضائية والحال ان البلاد تعيش حربا ضد الإرهاب، بماذا ترد؟
بقطع النظر عن التاريخ الذي يمكن ان نتناقش حوله لأننا لا نختار التاريخ أحيانا وقد يفرض نفسه علينا أعتبر الأمر طبيعيا ، وأقول لهؤلاء الأمنيين انه لولا الثورة ولو لم يقع حرق مراكز أمن كانت تعتبر رمزا للإستبداد لما كانت لديكم نقابة لما تحدثتم بهذه الطريقة، جاءت فرصة لإنصاف هؤلاء بعدما انصفوا الغير وتركوهم جانبا..
 ماذا تعني؟
 حركة النهضة جثمت على لجنة الشهداء والجرحى دون أن تنجز شيئا، وزارة العدالة الإنتقالية عند النهضة، اللجنة الموجودة في المجلس التأسيسي عند النهضة، وزارة المالية التي تصرفت في الموارد المالية عند النهضة، ومع ذلك لم تسوّى وضعيات شباب مازال الرصاص في أجسامهم، في المقابل هناك أشخاص آخرون «لاباس عليهم» وعادوا إلى عملهم وغنموا تعويضات وقد كان بإمكانهم ان يصبروا قليلا على الدولة، النهضويّون أخذوا التعويضات قبل غيرهم، بل أكثر من ذلك احتسبوا لهم سنوات السجن وكأنها سنوات أقدمية..
 بقطع النظر عن الانتماءات هل ان جل هؤلاء الذين تمتعوا بالعفو التشريعي العام والتعويضات كانوا أبرياء؟
 لم يكونوا كلّهم أبرياء، هناك من مارس العنف والإرهاب، وهناك من قتل أحد الحراس في باب سويقة، وهناك من وضع قنبلة متفجرة في نزل في سوسة والمنستير والحال أنه لم يكن هناك داع لممارسة كل هذا  العنف، وقد كنا معارضين لبن علي ولا نقوم سوى بتنظيم مسيرة، نتعرّض للضرب أحيانا او للإيقاف احيانا أخرى لكننا لم نمارس الإرهاب الذي يمارسونه.. لكن ذلك كلّه لا يجب ان يُنسينا الآلاف من الإسلاميين الذين تعرّضوا للظلم وتشرّدت عائلاتهم وهاجرت وتهجّرت وتعذّبت، هؤلاء لهم حق علينا وعلى تونس.. وبالتالي ارى  أنّه من الطبيعي أن يعود هؤلاء إلى أعمالهم لكن لا يجب أن نتجاوز الحدود المعقولة..
 كيف ذلك؟
هل يمكن أن يصبح من كان في السجن منافسا من قضى حياته في العمل والتكوين والتدرّج في السلّم الوظيفي على خطة مدير ويتحصّل من كان سجينا على المنصب قبل غيره وهو الذي أفنى حياته في الإدارة؟! هذا غير معقول!
 أداء حكومة المهدي جمعة، مارأيك فيه؟
لا يمكن لأي أحد أن يزايد على ان هذه الحكومة جاءت في ظرف إقتصادي صعب ودقيق وهو ما يجعلنا نعتبر تحمّلها المسؤولية في تلك الفترة شجاعة نشكرها عليها ولكن ذلك لا يمنعنا من القول أن الملف السياسي برمّته اهمله السيد المهدي جمعة والحال أن المطلوب منه أن يوصلنا إلى الإنتخابات في أحسن الظروف وذلك يتوقّف على مراجعة التعيينات بصفة جذرية واتخاذ إجراءات لفائدة المناطق المهمشة..
  مآخذك على المجلس التأسيسي وأنت الذي دعيت في أكثر من مناسبة إلى حلّه؟
 نعم دعيت إلى حلّه وأنا مازلت متشبّثا بذلك لأني اعتبره جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل، والتوانسة «فدّو» من هذا المجلس مثلما هو الحال لعدد من النواب، وعندما يعربد نائبا في المجلس بتلك الطريقة ويسبّ تونس والمرأة التونسية والنموذج التونسي، فإن ذلك يعني ان هذا المجلس انتهى أمره، خاصة وقد أحسست ان هناك تواطؤ من نائبة رئيس المجلس التي أبلغت النائب المعني بأنه مازال لديه وقت لإكمال تدخله والحال انها في وضعيات أقل خطورة من تلك تنفعل وتقطع المصدح وتدعوا النائب الذي تعتبره مخطئا إلى مكتبها وتُؤنبه وتُهدّده بالتأديب.. ومن الغد يعبّر «الشاف» الكبير مصطفى بن جعفر في ندوة صحفية ليقول لنا ان ما حدث يقع حتّى في البلدان الديمقراطية.. حينها تأكدوا أنها مؤامرة وان هذا المجلس انتهى أمره.
 تحدّثت في بداية الحوار عن تشتّت المعارضة من جديد بعدما توحّدت، من شتّتها ولماذا انقسمت بعدما توحّدت؟
لأنها تحمل ثقافة التشتت والإنقسامات ولأنها مريضة بالزعامتية والنرجسية، كل شخصية حتّى وإن كانت صغيرة ترى نفسها من الزعماء والجميع يطمعون في قرطاج وهذا ما نحن بصدد معاناته هذه الأيام في الحوار الوطني.. للأسف هناك تفكير ورغبة في تقديم المصالح الشخصية على مصلحة البلاد وأولوياتها.
 الورقة الحمراء في وجه من ترفعها؟
في وجه المنصف المرزوقي -ولو انه يستحق أكثر من الورقة الحمراء- وحكومتي الترويكا الذين اهدروا وقتا كبيرا على تونس أمنيا واقتصاديا واجتماعيا ودستوريا.
 كيف تعيش في ظل التهديد الذي طالك بالقتل؟
 أعيش بصعوبة، لم تعد لديّ حياة خاصة ، عندما كنت أناضل ضد بن علي كنا نجتمع (قرابة العشرون شخصا) محميّين بقرابة الأربعين عون أمن أي حتّى من ناحية الحماية كنا محميين (يضحك) وكنا نعيش حياتنا بشكل عادي، ترتادها المقاهي والمطاعم ونقضي العطل مع عائلاتنا، لم يكن هناك هذا التهديد، الآن أصبحت مصيبة! والحياة باتت صعبة.

بعيدا عن السياسة والعنف والتهديد بالقتل  من هو الممثل الذي يضحكك في تونس؟


المرحوم سفيان الشعري يضحكني وأيضاً توفيق الجبالي والعبدلي والمرحوم نصر الدين بن مختار
 ومن يطربك؟
زياد غرسة ولطفي بوشناق وسنية مبارك..
 أحسن أغنية تريد سماعها دائماً؟
 أغنية الهادي المقراني «يا دار الحبايب»
 لمن تهديها؟
 لجميع التونسيين
 كلمة حرة تقول فيها ما تشاء
 لم تسألني عن فريقي المفضل!
 من هو فريقك يا سي سمير؟
 النادي الإفريقي الذي سبق لي ان لعبت في صفوفه.

حاوره: عادل بوهلال